ﺳﺖ ﺣﻘﺎﺋﻖ ﻣﻌﻘﺪﺓ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ !!!!!



    •  ﺳﺖ ﺣﻘﺎﺋﻖ ﻣﻌﻘﺪﺓ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ 
      _____________________
      -1 ﺗﺆﻣﻦ ﺑﺎﻟﺘﻮﻓﻴﺮ، ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﺗﺸﺘﺮﻱ ﻣﻼﺑﺲ ﻏﺎﻟﻴﻪ.
      -2 ﺗﺸﺘﺮﻱ ﻣﻼﺑﺲ ﻏﺎﻟﻴﻪ، ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﺸﺘﻜﻲ ﺍﻧﻪ ﻟﻴﺲ
      ﻟﺪﻳﻬﺎ ﻣﺎﺗﻠﺒﺴﻪ.
      -3 ﻟﻴﺲ ﻟﺪﻳﻬﺎ ﻣﺎﺗﻠﺒﺴﻪ، ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﺘﺄﻧﻖ ﺑﺸﻜﻞ ﺟﻤﻴﻞ .
      -4 ﺗﺘﺄﻧﻖ ﺑﺸﻜﻞ ﺟﻤﻴﻞ، ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻏﻴﺮ ﺭﺍﺿﻴﺔ ﻋﻦ ﺍﻧﺎﻗﺘﻬﺎ.
      -5 ﻏﻴﺮ ﺭﺍﺿﻴﺔ ﻋﻦ ﺃﻧﺎﻗﺘﻬﺎ، ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﻨﺘﻈﺮ ﺍﻟﻤﺪﻳﺢ ﻣﻦ, ﺍﻟﺮﺟﻞ .
      -6 ﺗﻨﺘﻈﺮ ﺍﻟﻤﺪﻳﺢ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺟﻞ، ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻻ ﺗﺼﺪﻗﻪ ﺇﺫﺍ
      ﻣﺪﺣﻬﺎ !
    إقرأ المزيد

    نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن تربيه الكلاب فى المنزل



     يوماً بعد يوم يكتشف العلم ما يؤيد صدق نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم، وفي هذه المقالة اكتشاف علمي جديد …… دائماً نجد في تعاليم النبي الأعظم عليه الصلاة والسلام الفائدة والوقاية والحفظ لنا، لأنه رحيم بنا (بالمؤمنين رؤوف رحيم) فهو يريد لنا الخير ويريد لنا الصحة ولذلك حرَّم تربية الكلاب واعتبرها مخلوقات نجسة وحذر منها، وقد كشف العلماء أشياء كثيرة في الكلاب وهذا آخر ما وصل إليه العلم. ففي دراسة حديثة [1] قام بها علماء من University of Munich تبين أن تربية الكلاب في البيت تزيد من احتمال الإصابة بسرطان الثدي. وقد وجدت الدراسة أن 80 بالمئة من النساء اللواتي أصبن بسرطان الثدي كنَّ يربين الكلاب في بيوتهن وعلى احتكاك دائم معهم. بينما وجدوا أن الأشخاص الذين يربون القطط لم يصابوا بهذا النوع من السرطان! وذلك بسبب التشابه الكبير بين سرطان الثدي عند الكلاب وعند البشر. فقد عثروا على فيروس يصيب الإنسان والكلاب معاً وقد ينتقل من الكلاب إلى البشر، هذا الفيروس له دور أساسي في الإصابة بالسرطان المذكور. ووجدوا أن النساء في الدول الغربية أكثر عرضة للإصابة بسرطان الثدي من النساء في الدول الشرقية، وعندما بحثوا عن الاختلاف الجوهري بين هاتين الفئتين، وجدوا أن النساء في الغرب اعتدن على تربية كلب مدلل في بيوتهن، بينما في الشرق نادراً ما تجد امرأة تربي كلباً! وفي دراسة أخرى وجد العلماء أن الكلاب تؤوي الفيروسات المسؤولة عن الإصابة بسرطان الثدي واسمها MMTV وأثناء الاحتكاك والتعامل مع الكلب تنتقل هذه الفيروسات بسهولة للإنسان. هذا غيض من فيض، فالضرر الناتج عن الاحتكاك بالكلاب كبير جداً، وقد كشف العلماء أشياء كثيرة في لعاب الكلب وفي دمه وفي وبره فكله مأوى للجراثيم والفيروسات، مع العلم أن القطط لا تؤوي مثل هذه الفيروسات! من هنا عزيزي القارئ ربما ندرك لماذا نهى نبي الرحمة عليه الصلاة والسلام عن تربية الكلاب في البيت، وجعل دورها مقتصراً على الحراسة خارج المنزل. بل كان يأمر أصحابه إذا شرب الكلب من إناء أحدهم أن يغسله سبع مرات إحداهن بالتراب! عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ” طَهورُ إناء أحدكم إذا وَلَغَ فيه الكلب أن يغسله سَبعَ مرَّات أولاهن بالتراب ” . . وعن ابن المغَفَّل قال : أمر رسول الله صلى الله عليه و سلم بقتل الكلاب ثم قال : ” ما بالهم و بال الكلاب ” ، ثم رخص في كلب الصيد وكلب الغنم و قال : ” إذا ولغ الكلب في الإناء فاغسلوه سبع مرات و عفِّروه الثامنة في التراب . صحيح مسلم في الطهارة 279 – 280 ولغ الكلب في الإناء : إذا شرب منه بطرف لسانه . عفِّروه : أي دلكوه . ثبت علمياً أن الكلب ناقل لبعض الأمراض الخطرة ، إذ تعيش في أمعائه دودة تدعى المكورة تخرج بيوضها مع برازه ، و عندما يلحس دبره بلسانه تنتقل هذه البيوض إليه ، ثم تنتقل منه إلى الأواني و الصحون و أيدي أصحابه ، و منها تدخل إلى معدتهم فأمعائهم ، فتنحل قشرة البيوض و تخرج منها الأجنة التي تتسرب إلى الدم و البلغم ، و تنتقل بهما إلى جميع أنحاء الجسم ، و بخاصة إلى الكبد لأنه المصفاة الرئيسية في الجسم … ثم تنمو في العضو الذي تدخل إليه و تشكل كيساً مملوءً بالأجنة الأبناء ، و بسائل صافٍ كماء الينبوع . و قد يكبر الكيس حتى يصبح بحجم رأس الجنين ، و يسمى المرض : داء الكيسة المائية ، و تكون أعراضه على حسب العضو الذي تتبعض فيه ، و أخطرها ما كان في الدماغ أو في عضلة القلب ، و لم يكن له علاج سوى العملية الجراحية … و ثَمَّة داء آخر خطر ينقله الكلب و هو داء الكَلَب الذي تسببه حمة راشحة يصاب بها الكلب أولاً ، ثم تنتقل منه إلى الإنسان عن طريق لُعاب الكلب بالعض أو بلحسه جرحاً في جسم الإنسان … إذن فمنافع الكلب تخص بعض البشر ، أما ضرره فيعم الجميع ، لذلك أمر النبي صلى الله عليه و سلم بقتل الكلاب ، ثم رخّص في كلب الصيد و الحرث و الماشية نظراً للحاجة إليها . و في زمن النبي صلى الله عليه و سلم لم يكن داء الكيسة المائية معروفاً بالطبع ، و لم يعرف أن مصدره الكلاب ، أما داء الكَلَب فكانوا يسمون الكلب المصاب به : الكلب العقور . وقام العلماء في العصر الحديث بتحليل تراب المقابر ليعرفوا ما فيه من الجراثيم ، و كانوا يتوقعون أن يجدوا فيه كثيراً من الجراثيم الضارة ، و ذلك لأن كثيراً من البشر يموتون بالأمراض الانتانية الجرثومية ، و لكنهم لم يجدوا في التراب أثراً لتلك الجراثيم الضارة المؤذية … فاستنتجوا من ذلك أن للتراب خاصية قتل الجراثيم الضارة ، و لولا ذلك لانتشر خطرها و استفحل أمرها ، و قد سبقهم النبي صلى الله عليه و سلم إلى تقرير هذه الحقيقة بهذه الأحاديث النبوية الشريفة [ الحقائق الطبية في الإسلام ، باختصار ] . التراب الطهور لقد اكتشف العلماء أشياء كثيرة في حقول العلم المختلفة، وربما يكون من أعجبها أنهم وجدوا بعد تحليل التراب الأرضي أنه يحوي بين ذراته مادة مطهرة !! هذه المادة تستطيع القضاء على الجراثيم بأنواعها، وتستطيع القضاء على أي ميكروب أو فيروس. وحتى تلك الجراثيم التي تعجز المواد المطهرة عن إزالتها، فإن التراب يزيلها! هذه الخاصية المميزة للتراب تجعل منه المادة المثالية لدفن الموتى، لأن الميت بعد موته تبدأ جثته بالتفسخ وتبدأ مختلف أنواع البكتريا بالتهام خلاياه، ولو أنه تُرك دون أن يُدفن لتسبب ذلك بالعديد من الأوبئة الخطيرة. ولكن رحمة الله بعباده أن خلقهم من تراب، وسوف يعودون إلى التراب. ومن معجزات النبي الكريم عليه الصلاة والسلام أن له حديثاً يؤكد فيه أن التراب يطهر، فقد رُوي عن النبي إنه قال: (إذا ولغ الكلب في الإناء فاغسلوه سبع مرات وعفروه الثامنة في التراب) [رواه مسلم]. ومعنى (ولغ) أي شرب أو أدخل فمه في الوعاء، ونحن نعلم بأن لعاب الكلب يمتزج دائماً بعدد من الجراثيم وقد تكون خطيرة، وإذا ما شرب الكلب من الماء ثم شرب منه الإنسان فقد يُصاب بهذه الأمراض. وقد أثبتت التجارب أن المواد الموجودة في تراب الأرض تستطيع القضاء على مختلف أنواع الجراثيم. وإذا علمنا بأن الكلاب تحمل عدداً من الجراثيم الخطيرة في لعابها وأمعائها، وعندما يشرب الكلب من الإناء فإن لعابه يسيل ليختلط مع الماء الموجود في هذا الإناء ويبقى حتى بعد غسله بالماء. لذلك بعد غسله سبع مرات بالماء يبقى القليل من الجراثيم التي تزول نهائياً بواسطة التراب الذي يُطهِّر الإناء تماماً. ومعنى (عفّروه) أي امسحوا الوعاء بالتراب بشكل يمتزج جيداً مع جدران الوعاء. وهذه الطريقة تضمن انتزاع ما بقي من جراثيم بواسطة هذا التراب. فالتراب له قابلية كبيرة جداً للامتزاج بالماء. وبعد غسل الوعاء بالماء يبقى على جدرانه بعض الجراثيم، ولذلك لا بدّ من إزالتها بحكّها جدياً بالتراب، وسبحان الله!
    إقرأ المزيد

    الأخلاق جوهر التربية


    لقد حدد الرسول صلى الله عليه وسلم الهدف من بعثته فقال: "إنّما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق".
    وعندما تقع ابنة حاتم الطائي في الأسر.. يقول المعلم الأوّل محمد صلى الله عليه وسلم لأصحابه:
     "اتركوها فإن أباها كان يحب مكارم الأخلاق".

    ويحب رسول الله صلى الله عليه وسلم أخلاقيات عنترة (الشاعر الجاهلي) في قوله:

    وأغض طرفي إن بدت لي جارتي **** حتى يواري جارتي مأواها

    قبل الحضارة الإسلامية وبعدها قامت إمبراطوريات وشمخت دول.. فكيف انهارت.. ولماذا؟ لضمور

     الجانب الأخلاقي في تلك الأُمم.

    إنما الأُمم الأخلاق ما بقيت **** فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا

    في عالم اليوم قد تجد إنساناً في غاية الدماثة والكياسة.. فإذا عاملته بالدرهم والدينار وجدته لصاً..

     وإذا تعرفت عليه في عالم السياسة وجدته ذئباً يسير على قاعدة: إن لم تكن ذئباً أكلتك الذئاب..

     وإذا راقبته في أموره.. رأيت مذهبه مصلحتي أوّلاً وأخيراً.. وإذا متّ ظمآناً فلا نزل القطر.

    في عالم اليوم تجد الرجل الإنجليزي في بريطانيا والأمريكي في الولايات المتحدة مثلاً، على غاية

     من الالتزام بأخلاقيات المواطن الصالح.. في بيته وعمله ومعاملاته مع الآخرين.. فإذا خرج هذا

     الإنسان إلى إحدى المستعمرات مثلاً.. تحوّل من إنسان إلى وحش.. نسي إنسانيته أو تركها في

     بلده وجاء إلى هنا يستعبد الناس وينهب ثرواتهم ويحرمهم أدنى حقوقهم.. وهو ما زال يشعر

     بالرضا.. فأخلاقيات المواطن الصالح تدفعه إلى ذلك.

    الأخلاق عندهم مصلحة مرتبطة بالزمان والمكان والنفع والضرر.

    أمّا في المنهج التربوي الإسلامي فالفضيلة هي الصفة الجامعة للخصائص التي يجب أن يتميز

     بها الإنسان في الفكر والسلوك.. مما يجعل الأخلاق جوهر العملية التربوية.. الأخلاق في

     كل شيء.. في القول والعمل، في البيت والشارع، في المصنع والمتجر، في السياسة والمعاملات..

     في بلدك وفي بلدان الآخرين.. فهي أخلاق تنبعث من عقيدة المسلم ومبادئه.. لا من أنانياته ومصالحه.

    والفرائض التي افترضها الإسلام على المسلمين إنْ هي إلاّ تمارين متكررة لتعويد المرء أن

     يحيا بأخلاق صحيحة وأن يظلّ متمسكاً بهذه الأخلاق مهما تغيرت أمامه الظروف.

    ففي الصلاة مثلاً يقول تعالى: {.. وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ...}...

     [العنكبوت : 45).

    وكذلك الأمر في بقية العبادات فهي مدارج الكمال المنشود وروافد التطهر الذي يصون الحياة

    ويعلي شأنها.

    ولا يقتصر حسن الخلق على مجرد الفعل، وذلك لأنّ الصورة الظاهرة (الخَلق) قد لا تعبر عن

     الصورة الباطنة (الخُلق) فربَّ شخصٍ خلقه السخاء ولا يبذل إما لفقد المال وربّما يكون

     خلقه البخل وهو يبذل لباعث أو رياء.
    إقرأ المزيد

    الخوف من الموت


    الخوف 


     الموت بداية النهاية ونهاية البداية ، هل قد متنا من قبل ؟ كم حياة مررنا بها ، حتى وصلنا إلى الحياة ؟ وقضينا بها سنوات ثم متنا ؟
    الموت من وجهة نظري ليس البداية وليس النهاية ، منذ أن خلق الله سبحانه أبونا آدم عليه الصلاة والسلام خلقنا ، وأخرجنا وأشهدنا على أنفسنا أنه تعالى ربنا .. شهدنا على أنفسنا واعترفنا بأنه سبحانه ربنا .. تنقلنا في الأصلاب حتى جاء الموعد الرسمي لوجودنا كأشخاص حينما التقى الأب والأم على الطهر والعفاف وعلى سنة الله ورسوله ، فكان ثمرة ذلك اللقاء هو وجودنا .
    فعشنا حياة ولا أروع مدتها على الأرجح تسعة أشهر ، وتقل أو تزيد عند البعض ، كانت حياة ولا أروع تشبه الحياة في الجنة ، طعامنا يصل إلينا دون عناء ، وشرابنا يأتي إلينا دون عناء ، في سعة وفسحة من العيش لا نبرد ولا نشعر بالحرارة ، لا نور ساطع يتعبنا ولا ظلام يخيفنا ، نأكل ونشرب ولا نعرق ولا نتغوط ولا نتبول .. ثم متنا ، أقصد خرجنا من تلك الحياة في بطن الأم وجئنا إلى الحياة الدنيا ..
    لو قدر لأحد أن يتحدث مع جنين في بطن أمه ، وقال له أول ما تخرج أنت من هنا سوف نضعك على كرسي أو في مكان مثل المكان الذي أنت فيه مئة مرة أو تزيد ما صدق !! ولو كان هناك في بطن الأم توأمان ، وخرج الأول قبل الثاني بثلاث ساعات ، وقدر لنا أن نسأله عن أخيه لأجابنا بأنه مات !!!!
    الموت نقلة من حياة إلى حياة ، غير أن في الحياة الدنيا امتحان واختبار وعمل وجد ، وبعدها يتقرر المصير ، إما النجاح والفوز برضا الله ومغفرته وجنته ، أم المصير الآخر أعاذنا الله وإياكم منه ..
    الخوف من الموت :
    إن ( كارل ياسبرز ) و ( رولوماي ) .من أصحاب النظرية الوجودية الظاهرية قالوا : ” إن الفرد الموجود هو ( الموضوع ) وأن الإنسان هو محور الوجود ، والقلق عندهم ( خوف من الموت ) ، ومن الناحية الدينية فإنني أود أن أقول : أن الخوف من الموت : مرض يعتري الإنسان من الموت على سبيل العموم .
     ومن الظواهر المتفرعة عنه : الخوف من الدفن حيا ، ومن رؤية الدم ، ومن حالات الإغماء ، ومن منظر الأموات والجثث .
     والمصاب بهذا المرض يتحاشى رؤية هذه المخاوف ، ويتجنب المشاركة في الدفن والذهاب مع الجنازات ، بل ويخشى من ذكر الموت لأنها تشترك مع حقيقة الموت ، وتوحي بشيء أليم في النفس الإنسانية .
    وقد فرق علماء النفس بين هذا الخوف وبين قلق الموت من جهة العموم والخصوص ، حيث خصصوا قلق الموت بخشية الإنسان من موته هو .وقد وصف الله سبحانه وتعالى أمثال هؤلاء فقال : { يجعلون أصابعهم في آذانهم من الصواعق حذر الموت } ، وقال تعالى : { ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت } .
    أسباب الخوف من الموت : -
    إذا سألت أي إنسان عن سبب خوفه من الموت فلا يخرج جوابه عن الأمور التالية :
    1ـ غموض حقيقة الموت .
    2ـ الشعور بالخطيئة من الذنوب والمعاصي .
    3ـ الافتراق عن الأحبة والملذات والآمال .
    4ـ انحلال الجسد وفقدان القيمة الاجتماعية والمعنوية واستحالته إلى شيء مخيف وكريه .
    طرق العلاج : تمهيد :
    إن التوصل إلى تخليص المريض من الخوف نهائيا أمر مستحيل لأن الخوف في الإنسان فطري لهذا كان القصد من العلاج إنما التخفيف من الخوف بتجريد الموت من معظم ما فيه من الآلام النفسية .
    ولما كانت الأسباب المتقدمة هي أهم المنبهات كان من الضروري اللجوء إلى تحليل هذه الأسباب وتوضيحها وتعليلها لإسقاطها من ذهن المصاب والانتقال إلى مرحلة الإقناع بمجابهة حقيقة الموت بالرضا والقبول .
    اسأل نفسك : هل الموت من لوازم الحياة الإنسانية ؟ أو هل يمكن التخلص منه ؟ . والجواب بديهي بالطبع ، إذ ليس من عاقل يعترض على كون الموت أمرا حتميا ، وضريبة على كل كائن حي .
    قال تعالى : { كل نفس ذائقة الموت ثم إلينا ترجعون } ، وقال تعالى : { قل لن ينفعكم الفرار إن فررتم من الموت أو القتل } ، وقال تعالى: { قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم } مادام الأمر كذلك فلماذا أخاف من الموت ؟ هل لأنه يعني الفناء ؟ أو لأنه يعني الانتقال من حياة دنيا إلى حياة أخرى .
     الدهريون والماديون يقولون بالفناء قال تعالى على لسانهم : { إن هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما نحن بمبعوثين } ، وهي رؤية قاصرة لاعتمادها الحواس في وضع المقاييس الوجودية ، وأشد ما فيها من الإحباط اعتبار الإنسان كباقي المخلوقات الحية ، وأي فضل في هذا للإنسان ؟ هل أنت من هؤلاء ؟ إن كنت كذلك فلك الحق بخوفك .
    ولكن ليس من دليل عقلي أقوى على كون الموت بداية لحياة أخرى من تفرد الإنسان في تكوينه الجسدي والعقلي والروحي والنفسي عن باقي المخلوقات .
    قال تعالى : { ولقد كرمنا بني آدم } ، وقال تعالى : { وقالوا إن هذا إلا سحر مبين أإذا متنا وكنا ترابا وعظاما أإنا لمبعوثون () أو آباؤنا الأولون () قل نعم وأنتم داخرون } ، وقال تعالى : { وإن الدار الآخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون } ، وقال تعالى : { ولدار الآخرة خير للذين اتقوا أفلا تعقلون } .
     فالموت في نظر العقلاء والمؤمنين انتقال من مرحلة مؤقتة إلى حياة أخروية دائمة . وإذا كان كذلك فأي معنى بقي لفكرة انحلال الجسد واستحالته إلى تراب وعظام ؟ .
     إن كثيرا من الناس تشكل أجسادهم عبئا نفسيا عليهم ، فيلجأ بعضهم إلى أطباء التجميل رغم ما يعتوِر أفعالهم من آلام مبرحة تلحق الأجساد ، فكيف يكون شأن من أجريت له عملية تجميل دون أي شعور بألم ؟ ! .
     وتسألني متى ذلك ؟ نعم يكون ذلك يوم البعث ، يوم يبعث الناس جميعا ، ويخص الله المؤمنين بتحسين الوجه والهيئة ، تبارك الله أحسن الخالقين . قال تعالى واصفا وجوه المؤمنين : { وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة } وقال تعالى : { فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم نضرة وسرورا } ، وقال تعالى : { تعرف في وجوههم نضرة النعيم } .
    والنضرة حسن يلحق بالوجه . قد يقول قائل : “إن الموت يحمل معه فكرة الفراق والحرمان من مشاهدة الأحبة والالتقاء بهم ” ، وهذا يعني فقدان التوازن النفسي للإنسان .
     أقول : ” نعم ” ، ولكنه بعد الموت ، ولو سألت ميتا منذ آلاف السنين بعد بعثه كم لبثت ؟ ليقولن يوما أو بعض يوم . فراق هذا شأنه لا ينبغي أن يترك خوفا في النفس من الموت ، بل غاية ما يتركه دمعة حزن تحمل الرحمة وطلب المغفرة .
     فقد بكى النبي صلى الله عليه وسلم على سعد بن معاذ فقال : (( ألا تسمعون ؟ إن الله لا يعذب بدمع العين ولا بحزن القلب ولكن يعذب بهذا وأشار إلى لسانه ، أو يرحـم )) .
    وبكى النبي صلى الله عليه وسلم على ولده إبراهيم فقال له عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه : وأنت يا رسول الله ؟ فقال : ( يا ابن عوف إنها رحمة ، إن العين تدمع ، والقلب يحزن ولا نقول إلا ما يرضي ربنا و إنا على فراقك يا إبراهيم لمحزونون ) .
    فالفراق يترك الحزن في النفس ولا ينبغي له أن يترك الخوف من الموت . فراق مؤقت يتبعه لقاء يوم القيامة ، لقاء يعقبه محبة ولقاء يعقبه لعنة وفراق أبدي أما لقاء المؤمنين فهو لقاء محبة وأنس ، وأما لقاء الكافرين والفاجرين والفسقة فهو لقاء بغضاء ولعنة وتبرؤ . قال تعالى : { الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين } .
     وقال تعالى : { إذ تبرأ الذين اُتُّبعوا من الذين اتَّبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الأسباب} . وإذا دخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار فلا لقاء بينهم البتة لاختلاف المصير ، أما المنافقون فيحال بينهم وبين المؤمنين بعد بعثهم فتجدهم يتوسلون إلى المؤمنين طمعا للاهتداء بنورهم ولا مجيب لهم .
    قال الله تعالى : { يوم ترى المؤمنون والمؤمنات يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم بشراكم اليوم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ذلك هو الفوز العظيم . يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين آمنوا انظرونا نقتبس من نوركم .قيل ارجعوا وراءكم فالتمسوا نورا فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب . ينادونهم ألم نكن معكم قالوا  بلى ولكنكم فتنتم أنفسكم وتربصتم وارتبتم وغرتكم الأماني حتى جاء أمر الله وغرّكم بالله الغرور } .
    فاحرص على تأسيس بيتك على التقوى وعاشر الأتقياء وتلمس خطاهم حتى تحشر معهم تقول إنك تخاف من الموت لأنك تخاف على عيالك الضيعة .
     فمن حقك أن تخاف ، فقد قال الله تعالى : { وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم فليتقوا الله }. ولكن هل تركت عيالك لغير الله ؟ لو فعلت ذلك لكنت معك في هذا الخوف ؟ أما وأنك قد تركتهم على الله فإن الله لن يضيعهم ؟ فكم من يتيم أصبح من أغنى الناس ، ألم تسمع بقصة الغلامين اليتيمين في سورة الكهف . وكيف أن الله حفظ مال والديهما بعد وفاتهما رحمة منه وفضلا ، وتذكر دائما أن الله هو الرازق ذو القوة المتين وأنه أخذ على نفسه رزق العباد فقال :{ فورب السماء والأرض إنه لحق مثلما أنكم تنطقون } .
    بقي عليك أن تقول : أخاف الموت خوفا من المعاصي التي ارتكبتها ، أقول : إن خوفك هذا مِئَنّةُ على إيمانك ، والمؤمن الحق هو الذي يجمع بين الخوف والرجاء والمحبة ، وما اجتمعت في قلب مؤمن قط إلا أعطاه الله ما يرجوه و آمنه مما يخاف .
     قال شيخ الإسلام ابن تيمية : ” وما حفظت حدود الله ومحارمه ووصل الواصلون إلى الله بمثل خوفه ورجائه ومحبته ، ومتى خلا القلب من هذه الثلاث فسد فسادا لا يرجى صلاحه أبدا ، ومتى ضعف فيه شيء من هذه ضعف إيمانه بحسبه” .
    وقال أبو حامد الغزالي :” فالخوف والرجاء دواءان يداوى بهما القلوب ، فإن كان الغالب على القلب داء الأمن من مكر الله تعالى والاغترار به أخذ الإنسان بالخوف ، وإن كان الأغلب هو اليأس والقنوط من رحمة الله فالرجاء أفضل وذلك لتحقيق التوازن بينهما ” . قال تعالى : { قل يا عبادي الذين أسرفوا على أن أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا } .
    إقرأ المزيد